الدين والحياة وجهان لعملة واحدة!
فالدين الحق هو الذي يُطبَّق في واقع الحياة، ومخرجات الحياة الطيبة هو نتاج المجتمع المتدين، والآخرة لن يكون معبرها إلا الحياة!
وإذا لم تكن الحياة بهذه الصورة فهي سراب يحسبه الظمآن ماء.
كثير من الناس يريد أن يسير في غير الطريق الذي يوجب التبعات، ويضاعف المسؤوليات، ويُطالب بالالتزامات.
والذين تتحرك في نفوسهم الآمال والتطلعات كثيرون، ولكنهم يتناقصون واحداً بعد الآخر كلما تقدمت بهم الطريق وازدادت التحديات، وكثرت المتاعب.
فهم يُريدون أن يأخذوا من غير أن يُعطوا، وأن يُوهبوا من غير أن يقدِّموا، وأن يسبقوا من غير أن يبادروا!
بل قد يرتقي هذا المفهوم البائس إلى حسن (الإسلاميين)!
إن نصَّاً شريفاً يمكن أن يوضح المعادلة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (أتدرون ما حق الله على العبيد وحق العبيد على الله؟، قالوا: لا يا رسول الله. قال: حق الله على العبيد أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العبيد على الله إن هم أطاعوه أن يدخلهم الجنة).
إن وصف كلمة (الحق) تشعر بالالتزام بالواجب، وأدائه بكل اهتمام واستشعار للمسؤولية، لأن هناك مقابلاً لأداء ذلك الواجب والاهتمام به.
وإذا كان هذا في حق الله -جل جلاله- فكيف بعباده من البشر؟
إننا بحاجة ماسَّة لفتح أبواب الخير لبعضنا البعض، واستثمار خبراتنا لتطوير أعمالنا الهادفة.
لابد من صيغ التعاون والانفتاح على بعضنا، وكل صاحب خبرة ومشورة سينال ضعفي ما أعطى لغيره حينما يحتاج لمثلها ( جَزَاء وِفَاقًا ) .
أيَّاً كانت صيغ التعاون قانونية (كالمشاركة، المبادلة، التدريب، التوجيه، ...).
أو شعبية (دفني وأدفك).
فالمهم هو المبدأ، الذي يعتمد على الصدق والإخلاص والرغبة في الإصلاح والتنويع في العطاء.
وسيكون من المهم التأكيد على فن التعاون، من مراعاة الأولويات، واحترام الأعمال، وعدم استغلال فرص التعاون للنيل من أحد، أو التشهير به، أو الحل مكانه.
وأعتقد أن حالنا اليوم أشبه ما يكون بزورق مليء بالأحمال، قد عصفت به الأمواج من كل مكان، فما كان من سبيل لتقوية العزائم، وشحذ النفوس، وضبط القواعد، إلا بتجاهل الأسماء والألقاب والتوجه نحو الخبرات وأرباب الدعوات حتى يخرجوا من هذا المأزق