أخي قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ؟؟؟؟؟؟

التآخي في الله


بسم الله والحمد لله وبعد.....
ان شاء الله تعالي سنتحدث عن نعمة من النعم العظيمة التي انعم الله بها علينا ، و من خلالها نتذوق طعم الحياة و من خلالها نبصر للحياة لونا و نشم لها رائحة تلك النعمة هي نعمة الاخاء و التآخي في الله سبحانه وتعالي و التآخي في الله هو اسلوب من اساليب النجاح و طريقة من طرق التفوق لا يمكن ان يعيش الانسان متجردا لاخوانة بل و الناحج في حياته تجده اكثر شفافية و اكثر رقة و عذوبة في اخاءه و ما اروع الشاعر الذي قال :

ان اخاك الحق من كان معك و ضر نفسه لينفعك
واذا ريب الزمان صعدك شتت فيه شمله ليجمعك

بل عبر احدهم عن لون جميل زاه من الوان الاخاء

كاني خلقت لمسح الدموع و جئت لاحمل هم الوري
فاني اظن ابتسامي حراما اذا ما التقيت بدمع جري
وان سهرت مقلة في الظلام رايت المروء ان اسهرا

اخواني نحن كمسلمين الله سبحانه و تعالي ارشدنا الي ان الاخوة وثاق و الي ان الاخوة جسر موصول " انما المؤمنون اخوة " فالايمان يجمعنا و الاسلام يجعلنا في اقصي الشرق و ادناها متآخين في الله سبحانه .

و اينما ذكر الله في بلدعددت ذاك الحمي من بني اوطاني

تجد ان احدنا لو سافر الي اقصي الدنيا و شاهد مسلما يصلي و يذكر الله سبحانه و تعالي تجد انه ينجذب اليه و يقبل عليه و هذا دليل علي اننا بالفعل نتقرب الي الله سبحانه و تعالي بهذا الدين ، ثم ان الاخوة ليست مجرد كلمة بل هي كلمة تدل علي معان كثيرة ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسر لنا اخد تلك المعاني عندما صلي بالناس الفجر ، عمر الذي اذا ذكر نتذكر الشدة و الصلابة و الشدة القدرة علي السيطرة علي الاخرين و العنفوان كل هذه الاشياء موجودة في عمر لكنها لا تاخذ صفاء و عذوبة الاخوة ، انه لما صلي الفجر مرة في الناس و بعد الصلاة و هو امام فلما صلي بالناس و التف و اقبل بوجهه علي الناس قال اين اخي معاذ بن جبل رضي الله عنه ، و كررها فاذا بمعاذ جالس في اخر الصف الاول و قال لبيك يا عمر قال اقبل علي ، فاقبل عليه رضي الله عنه فاذا بعمر يحضن معاذ ويقول و الله ما نمت البارحة شوقا لك يا معاذ ، الله شوق و حب و اخوة في الله ، الي اي درجة كانت الاخوة مشتعلة و متأججة في نفوس الصحابة تعرفون لماذا ؟ لان الاخوة لا تشتعل و لا تتاجج علي الاطلاق الا في نفوس ذكية و قلوب ندية كلما اقبلنا علي الله كلما صفت نفوسنا للتاخي في الله عزوجل التي هي من احلي معاني الحياة .

اخواني عندما نتذكر الاخوة تجيش في النفس معاني كثيرة لا يمكن ان توصف فتلك المعاني تتحدث عن التدافع و التسابق لارضاء الله سبحانه و تعالي فالاخ الحقيقي هو الذي يدفعك بكلتا يديه الي النجاح وليس اروع من النحاج الذي تتحق فيه مرضاة الله سبحانه و تعالي و الاخ الحقيقي هو الذي يدفعنا الي ذات النجاح و الصحابة الكرام كان احدهم اذا التقي بصاحبه ذكره بسورة العصر " و العصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملو الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " كل ما شاف احد الصحابة صاحبه ذكره بها ، شوف كيف الصحابة لم يكن احدهم يفوت فرصة لينصح صاحبه لانهم عارفين ما الذي يمكن ان اقدمه لك انفس و اثمن لانه يوطد علاقتي بالله سبحانه و تعالي و كانوا يعرفون معني الاخوة و كانوا يعرفون قيمتها ، نحن اليوم عندما نتقابل نتكلم عن اسعار السيارات و الستائر و الزجاج و انواع الساعات ثم نتضارب في النهاية و نخوض في امور دنيانا ولا ضير لان الصحابة كانوا يفعلون ذلك لكنهم لم يكونوا يغفلون عن ان يعمر مجلسهم بشئ فيه ذكر لله و فيها الاخوة التي تملاها النصحية و الكلمة الطبية و هي وصفة لمن يريد ان يكون بارا باخوانه ، هل تتوقع ان هناك شخص علي وجهة الكرة الارضية ليس فيه القصور لا يمكن ان نجد انسان خاليا من الاخطاء ، لكن الانسان الذي انعم الله عليه باخوة ناصحين هذا هو الموفق و الناجح و الرائع و نذكر اخواننا ان فلان عنده النقص الفلاني نوجهه و ما يمكن ان يرتقي به ، و فلان عنده الميزة الفلانية اقولها له و اقول له انت عندك الميزة الفلانية و ما فيه مشاكل لكن لا نتذاكر حسناتنا ، و الرسول صلي الله عليه وسلم قال " احثوا في وجه المداحين التراب اي الذي يمدحك بما ليس فيك " و لكن انتي اذا رايت ميزة من احد اذكرها كما كان يقول صلي الله عيله وسلم هذا الصديق و هذا الفاروق و امين الامة فلان و سيف الله المسلول ويذكر الصحابة كل علي صفاته احنا نعرف اخواننا و نعرف اخطائهم و نقومهم و نوجههم و نبحث عن حسناتهم و نذكرها و نثني عليها صدقوني اذا عملنا ذلك سنحقق نقلة نوعية لان دائما ديننا يتقدم بالخطوات التي تكون علي الصعيد الشخصي ، لاني لما اتقدم انا نحو الامام و كل منا يعمل ذلك ترتقي الامة و كذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم بدأوا بانفسهم ثم باخوانهم و ارتقو بهذه الامة و ان شاء الله تعالي نكون كذلك اخواني و اخواتي .


اخواني عندما نذكر الاخوة في الله ، لا يفوتنا ان الاسلام الدين العظيم اراد ان يحقق معني من خلال الاخوة في الله رابط يجمع الامة كلها و يوحد الامة كلها مهما تفرقت الحدود يريد ان يكون هناك رابط ،لا فرق بين عربي و لا عجمي الا بالتقوي .
انظر بلال رضي الله عنه و هو يتحدث مع بعض الصحابة وبينهم ابو ذر الغفار و هو من قبيلة تعد من اصول العرب و بلال من اصول الحبشة حتي اختلفوا فقال ابو ذر حتي انت يا ابن السوداء تقول هذا و تعارضي غضب بلال غضبا شديدا و انطلق شاكيا الي الرسول صلي الله عليه وسلم و في نفس الوقت شعر ابو ذر بالخطأ فانطلق الي الرسول صلي الله عليه وسلم يعتذر و دخل الي الحبيب ، و قال صلي الله عليه وسلم يا اباذر " انك امروء فيك جاهلية " اين الاخوة و التاخي ابو ذر لما سمع هذه الكلمة تاثر كثير فوضع خده علي التراب و انظروا كيف يعتذر لاخية ، و ما اشنع ان تشعر بالازدراء لاخيك للونه او عرقه اي كان وضع خده علي التراب و قال و الله لا ارفعها حتي يطئها بلال بقدمه لما علم بلال انحدرت دمعتين علي خده و نزل الي ابي ذر يقبل خده و يقبل راسه حبا و اكراما و اخوة ما اروع المعني و ما اجمله لو تعلمنا منه درسا لو تعلمنا اننا مهما كنا فلابد ان نليل لاخواننا و نبذل الاخوة لكل مسلم و ان نشعر ازاءه بتلك الصورة " لا فرق بين عربي و لا عجمي و لا اسود و لا ابيض الا بالتقوي " عمر بن الخطاب لما جاءه رجل قبطي يشتكي ابن عمرو بن العاص الوالي فاستدعي الولد او اباه و قال له لماذا ضربت هذا القبطي قال سبقني بفرسه فاختلفنا فضربته فغضب عمر و نزل منهالا بالضرب علي عمرو و علي ابنه كيف تستطيع ان تتعدي علي انسان ، تاملوا كيف يمكن ان تكون تلك المعاني الراقية و السامية .

ارجو ان نستشعر هذه المعاني ايها الاحبة و ارجو ان نلتقي ان شاء الله و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته